عاقبة الغرور !! | من عبير الذكريات
وأجبت ذاك السؤال .. وبدأت الأبصار تحدو نواضرها إلي من زملائي الطلاب و من معلمي الذي بدت
نواجذه بالبروز فما كان منه إلى أن أمطرني بوابل من الثناء الذي جعلني اشعر بأن الثرى والثريا
والدنيا برمتها والكون بروعته لم يوجد لي مثيلاً..!
فما فتأت الحصة إلا وكان جرسها قد حل .. فبدأت بتسطير الكلمات وأنا لا اشعر وكتبت مقاله امدح
بها نفسي .. تالله لم اعرف كيف كتبتها ؟ ولم اعرف ماذا قد حصل لي في تلك اللحظات ... فما كان
من احد زملائي إلا وقد اختطف الورقة من بين يدي واخذ يصيح : يا شباب انظروا جنون العظمة ماذا
فعلت به؟واخذ يقهقه ..
واليكم جزءاً مما كتبت بين يدي تلك الورقة :
( أنا ابن القلم والكتاب .. داهية الزمان .. لحن قد صاغه الرحمن ... منبري يغدو
ويروح بين يدي نور
العلم .. وعلى عاتقي همه لا تخبو أبدا .. وقادة .. بذكاء وفطنة لا مثيل لها ... ما قيمة الدنيا من
دوني ..
ترتعد المصاعب إن كانت في طريقي .. وحق لها أن ترتعد وهي تراني أعدو عليها عدو الأسد
وألجمها بلجام النكد .. فتتمنى أن لم تكن قد وجدت هي في طريقي ..
فويل لها ثم ويل لها ... الم تر أني يمخر النجم ساعدي ويسمو إلى نور السماء لساني ...
وما حيلة الدهر يوم ينعى بنفسه إلى تحت أقدامي .. فيبكي .. ويشكي .. فهلا رحمتني .. أقول له
كلا فاني المجلجل ..
أنا ابن جلا وطالع الثنايا .... متى أضع العمامة تعرفوني
ورب هذا البيت العتيق .. لن يدنو هامي المترف بعزة ما أنا عليه.. إلى تخلف بليد .. وتهريج وتفيهق
عتيد ...
أنا لا اقبل المديح من احد فيا من تريد أن تمدحني لا عذر لك إياك ... أنا امدح نفسي بنفسي ..
لان احد غيري لن يوفيني حقي من المديح والثناء .. وأنا اعلم الناس بنفسي ... )
لكم التعليق ...
اضافة تعليق