احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كن صديقي : إهداء إلى كل من أحب من أصدقائي المخلصين



لئن شَطَّ بُعد النوى بين أجسادنا ، و أسبل المكان بُعده ليصرفنا عن مرافئ اللقاء ، و لئن حالت 
بيننا صروف الدهر ، و أجمعت سياط الفراق آكامها تلفع بها أكبادنا ، و تنفي بها البسمة عن 
شفاهنا ، فلعمري ما هي إلا الدنيا و أحوالها ، فهي دول شتى ، و أيام تحدوها أيام و صدق الله :
وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
فيا حبذا نسمة عنبرية تجود بها ريح الصبا ، و يا حبذا خيوط من نور تومئ إلينا بنسيم من سناكم 
يداعب حنينًا أذبله فراق شهور ، و أنهكه نوى سنين و أيام عجاف ، قصرت معها الحيلة ، و 
أمسى معها رباط وثاق الحنين يشتد كما يشتد وله العاشق وهو يتيه في سراديب الأين والفراق ، و 
النأي و الاشتياق ، و حال وجدانه يطفق يرجو سربًا من القطا يلوح أمام ناظريه قائلًا :
أسرب القطا هل من يعير جناحه = لعلي إلى من قد هويت أطير

{ يَا صَدِيقِي :
أرى الأيام تحرك في داخلي نفحات شجون أشجاها أمد قد بسط صفحة من الماضي تلوح أمام 
ناضري ، صفحة زيّنها عقيانُ مرصوف جمُّ في الحسن و الألق ، و غاية في الجمال منتظم السمك 
والبناء ، زاهي النقش بخلال حميدة ، و صفات ما زلت أشتم عبقها كما المسك تفوح في منيف 
جمال و حسن ، و حسب من ينتشي من هوى ذكراك أن يقول يتذكر أرضًا يصفها رب هذا البيت :
وللـهواء بـها لطف يرق بـهِ = من لا يرق وتبدو منه أهواءُ

{ يَا صَدِيقِي :
حوى طرفي من الدمع ما حوى ففاض قسرًا ، شوقًا لطياّت من الذكرى عصرتها أيام غابرة ، و 
عهود سالفة ، كنت لي فيها نعم الخليل ، نتواصى في الله ، و نتآخى في الله ، شعارنا هو الأخوة في 
ذات الله ، و رياضنا الغاني دوحة من الذكر لله ، نعيش من أجله ، فموعدنا الذي نرجوه أن نستظل 
بظلّه يوم لا ضل إلا ضله ..

{ يَا صَدِيقِي :
ذكريات عشناها ، طيفها يرق له السمع ، و ينبري من أجله الدمع ، تذكر من باع الصداقة الطاهرة 
و استباح جلالها و جمالها ، ونكص على عقبيه يبحث عن الحب الزائف الساقط ، و يَرِدُ من مورده 
الغادر بعين عمى قد أعماها بدناءة زيفه ، و هيمن على ثراه العفيف ببسمة رسم لها خارطة طريق 
نحو مصالحة الرخيصة ، ليدمي الصدق ، و يقتل الفضيلة ، و يغرز في مفهوم الصداقة سكينًا 
يودي بها إلى قعر الأخلاق ، و يا ليت شعري ألمثل هذا الخائن في الآخرة من خلاق ؟؟! - فحذار 
حذار أن نكون منهم أو نصادقهم -: 
أصادق نفس المرء قبل جسمه ... و أعرفها في فعله و التكلم

{ يَا صَدِيقِي :

إنها سنون خداعات ، وقفت فيها كما الطود الأشم و حسبي فلست أفي بقدر من الشكر لجميلك و إن 
كنت أعلم أنها كلمات شابها ما شابها من قريحة عطلّتها حالكة ظلام دنيا ، و أجهدها لسان مختل 
في البيان ، يكثر اللحن ، و يقصر في الوصف ، و يغيض في حسن البناء ، تَذَكَرَ (من لم يشكر 
الناس لا يشكر الله ) ، فسعى تخنقه عبره البعد و أسى القصور ، ليوافيكم الشكر بكلمات ما أودعها 
حقها ، فعسى الله أن يجبر الكسر ، و يسدد القول ، والله المستعان و لا حول ولا قوة إلا به .. 
مواكب الشوق من قلبي إليك أتت 
تهدي المحبة في الرحمن تبديها
إني أحبك في الله الذي سجدت
له الجباه فرب العرش باريها
منابر النور يوم العرض موعدنا
بشراك إن أنت قد آخيت من فيها

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق