احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

{ زِفَافٌ المَوُتْ ~ | رائعة عن فلسطين الحبيبة

حِيِنَ تَقَعٌ الحَوَادِث ، وَتَحِلٌ الغِيَر ، و يَنَدّ وَجُهُ الحَيَاءِ مَاؤٌه ، و يُسَلبٌ بَوحُ الجَمَالِ عَوَادِيه 
، وَ يَنْزَاحُ رَحِيْقُ السَلَام وَيُصبِحٌ مُجَرَد عَبَاءَةَ شَكَلَيِة ، و رَسَمَةُ زَائِفْة مُنْذ أَكَثَرٍ مِنْ رُبْعِ 
قَرِن ..!


تَهْرَعٌ النَفَسُ وَجِلة ، و تبتّل الجَوَانِحٌ شَفَقَة ، وَ تَرِقُ القَلُوبٌ تَجْنَحُ مَا بَيْنَ الحَسَرَةِ وَ 
الكَمَدِ وَ الأَسَى ، فَثم سَرَى حَالٌ لَا يَصِفُهٌ يَرَاعٌ مَكِينْ ، و لا لَسَانُ وَدِيعُ بَلِيغْ ، وَ لاَ تُجَرِدُهٌ 
وَرَقَةُ وَ إِنْ أَمْسَى خُتَمٌ حَمَامةِ السَلام المَزَعُومِ عَلَيِهَا ..!


تَجِيشُ الأَحَرٌفٌ حَاَسَرةَ تَلَعَنٌ الصَمْتَ الرَهِيْبَ الَذِي أَدَمَاهَا ، وَ تَلَفِظٌ الشُّحَ الَذَي دَاَرَ عَلَى 
سَمَاءِهَا ، وَ الأَغْلَالَ الَتَي كَبْلَتْ يَدَهَا ، وَ الزَخَمّ الغُثَائيّ اَلَذِي قَصَمَ ظَهْرَهَا ، وَ التَغَبَيَرَ 
الَذِي أَثاره أدعياءها ، فَالأُمَةُ وَاهِمَةٌ بِوَسِيطِ يُعِيدٌ لَهَا شَبَابَهَا ، وَ يَنَقِضٌ عَنَهَا أَنْكَاثَ 
عَجِزِهَا الَذِي أَنَهَكَهَا ، وَ كَيفَ يَسَتَجِيرُ المَكَرُوبُ بالشٌقَةْ التَي تَقْصِمٌ ظَهَره :


فَالمُسْتَجِيرُ بِعَمْرُو عِنَدَ كٌرَبَتَهَ = كَالمُسْتَجِيَر مَنَ الرَمَضَاءِ بِالنَارِ


وَ هِي للأَسَفَ لَا تَجَرِي إلَا وَرَاءَ الأَمَانِيَ المُقّفِرَة ، وَمَا الأَمَانَي إِلاَ رَأَسُ أَمْوُالِ المَفَالِيس 
، وَ صَدقَ الله وَمَنَ أَصْدَقٌ مِنَه قَيَلًا ( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ) ، فَكَيَفَ لِهَذِهَ الأٌمْنِيَاتِ الَتِي أَقَضّتَ 
مَضَجِعَ الوَاَهِمَ أَنَ تَدَنَو إِلَيَهِ سِرَاعًا ، وَ تَجَثَوَ إِلَيَهِ مَنْ غَيَرِ نَصَبِ وَلاَ وَصَب؟؟! ، وَ هَوَ 
يُطَارِدُهَا بِغَيَرِ مَا كَلَلِ ، فَمَا هَو إِلاَ كَحَالِ الواهم الَذَي وَصَفَهُ رَبُنَا ( كسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ 
الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) ..



وَ مَعَ ذَا فَالعِدَاءُ لَهَا مُسَتَطِيرٌ الشَظَايَا ، مَثَلٌهَا كَقصْعَةِ تَدَاعَى عَلَيْهَا الأَكَلَةٌ مَنْ كُلِ حَدَبِ وَ 
صَوَب ، تَضَافَرَ مَعَ عَوَادِيَهَا فِئَامُ مِنْ بَنَي جِلَدَتِنَا مَا فَتِئَتْ إِلاَ أَنْ صَادَقَتهَا ، و أَمِنَتْهَا عَلَى 
مَا تَمَلِك ، وَ أَرَخَتْ يَدَيَهَا صَاغِرَةَ إِلَيِهَا تَطُلٌبٌهٌ لُعَاعَةَ مِنْ الدٌنَيَا ، تَظٌنُ بِذَلِكَ أَنَهَا تٌرِيُحٌ 
نَفَسَهَا مِنْ وَقَعِ المَثَالِب ، وَ تُنَعِمُ جَسَدَهَا مِنْ سِقَامِ الَأَلَم المُدَمِي ، و تَرَجٌو المَوَدَةَ مِنْا عَلَى 
مَا فَعَلَت ، و أين هي من قول القائل :


تُصَادِقٌ أَعَدَائِي وَتَرَجَو مَوَدَتَي = صَدِيقٌ عَدُوِي لَيَسَ لِي بِصَدِيقِ 
....


و لقد كانت هذه الجلبة المدوية على ثرى الأقصى المبارك العامر ، ما هي إلا نتاج ذل لا 
يوجد له مثيل ، ولا يعرف له شبيه ، و قرين كساد في الدين ، وضعف في الصلة 
بالخالق ، و خدين جهل بعمق المأساة ، فدمعة من عين طفل فلسطيني يُقتل أباه، و يُشرّد 
في العراء ، وصرخة من امرأة قد نسف عرضها ، كافية لتعبر عن مقدار المأساة التي 
أصابت أمتنا ، و انتهت بها إلى عمق الخور ، و إلى ركاب تاريخ الذلة والهوان ..


و مع هذه الرواسب الساحقة ، وهذه المدلهمات الماحقة ، طاب النوم لمن يدعي أنه 
أحسن المعونة ، و ترنمت رجالات بالبطولة العنترية الفارغة في غير مسارها الصحيح ، 
وأضحت هذه الأرض بين قذى الرجس اليهودي و قذى حماتها الذين باعوها من 
أصحاب العروبة الفارغة ، فقد تبين تمامًا ما كان أخفوه خلف تلك العبارات المزخرفة و 
تلك الكلمات المرصعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ليتضح وبكل أسف أن هذه 
الأرض قد بيعت وكأنها سلعة ضاق على الجبان أن يحملها ..


انزع الجبن من فؤادك نزعا = ثم القه و اسحقه تحت الحذاء
لن تطيح الثمار قبل إناها = إن فوق الردى كتاب القضاء



إن قضية الأقصى لا حاجة لنا فيها لعاطفة جياشة ، و لا لدموع تجف من حينها فتنضب 
و تبقى تروم المآسي لتبكيها ، كأجيرة باكية تبكي على غير مبكاها ، وتشكو ما ليس لها 
به حلّ ، تشق الثوب ، وتلطم الخد ، و تنثر الحصى على ناصية رأسها ، و فؤادها ما 
مسّه من هجر ميتتهم أنين ، وفوق ذلك كله تدعي الشجاعة .. فأين الشجاعة من هذا ؟! 
إن الشجاعة رسمة مضمحلة ما رأيناها ترسم لأن مذاقها مر ، و لونها شاحب صعب 
على أهل الهوان :



لو لا المشقة ساد الناس كلهم = الجود يفقر والإقدام قتال


إن هذا الموت المهاب ما هو إلا حياض زفاف إلى مستودع الأرواح ، والى دار الخلود 
التي من أجلها نعيش ، إنها تطهير الروح لحظوة الميعاد الإلهي( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )، وددت تالله أن لأمتنا مثيل أبي دجانة ، يعّلم أمة الخنوع المستكين بأن
الحياة في عزها خير من الحياة في ذلها ، و أنها ما عاشت لدنياها بل عاشت لتبني أخراها ، فيا أرض 
ابلعي الجبن من صدور أمتنا أما قال صلى الله عليه وسلم :
(والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو 
فأقتل )


عصرت لنا الأيام نفسها لتسقينا من عبرها ، و تغذينا من دروس أيامها السالفة ، لتحيي 
في أذهان الناكسين رؤوسهم إلى حلم السلام الضائع ، طيفًا ساحرًا من الكلمات التي لم 
ندرك مفهومها ونحن ننظر بهذا الحيف تجاه السلام و أين نحن من الكلمات التي نقولها 
أفلًا نصوغها واقعًا إثر هذه الذلة ؟!


تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد = لنفسي حياة مثل أن أتقدما





مع التحية ..


عَلِيكَ السَلامٌ يَا أَمٌتَنَا المَنْكُوبَةِ بِذُلِ لَمْ نَعَهَد لَهُ مَثِيل ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق

10:14م | 30 كانون الأول، 2011
أهلا بكم روز .. وسعيد بتشريفكم لي .. ولن يكون النصر إلا باتباع ما أمر الله و بالانتهاء عن ما نهى الله عنه ، و الأمر كما قيل : أفيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم ، لن تنجح كل تلك المحاولات التي تبذلها بعض الفرق و الأحزاب هذه الأيام طلبًا لخلافة اسلامية راشدة لإنقاذ الأقصى ،،و هم يسعون إلى ذلك بطرق ملتوية بعيدة عن ما شرع الله و فرضه عليهم و لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .. جزاكم الله خيرا على مروكم وحسن تعقيبكم ، و نسأل الله أن يحقق ما دعوتم لنا به و يحقق لكم ذلك أيضا إنه ولي ذلك و القادر عليه .
مطر الشتاء
03:07م | 30 كانون الأول، 2011
قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ولازال البعض يتغنى بمعاهدات السلام ,,, كلمات تخديريه ,,, والله ان حال الامه يدمي القلب لكن لازال الاغلب يحب ويفكر بالجهاد والنصره وتمني الشهاده في ساحات حرب ,,, ان اسرائيل تجند جيشها من كل حدب وصوب الشعب كله جنود وكل يهود الارض يعلمون ان من لم يكن في كتيبه اليوم سيكون هناك غدا ,,, ونصرنا ليس بضعف ااسرائيل بل من الداخل فنحن لسنا متفرقون بفعل الكيان الصهيوني بيننا انما لان قلوبنا تفرقت وهذه من الادعيه التي استجابها الله وقدمها لنبيه صلّ الله عليه وسلم في الحديث " وسألته ألا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها" ,,, لعلي اطلت لكن هذا غيض من فيض ان الكلام عن فلسطين ارض الجهاد يروي نفوسنا التي اشتاقت للصلاه في الاقصى الشريف ,,, بورك لكم في حرفكم وجميل ماتطرحونه من مواضيع
روز
12:46م | 30 كانون الأول، 2011
فلسطين متى ياتيك من خلف المدى جند متى نختال في زحف يسير بركبه الجد به الايمان وضاء وفيه جنانه تبدو فلسطين متى ياتيك من خلف المدى جند...بارك الله فيكم ونعم الاختيار اخي كلام راقي ينبع من انسان مثقف جعل الله ما تقدمون في موازين حسناتكم ورزقكم الله الصلاه في المسجد الاقصى في ظلال دوله اسلاميهروز....