احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

احذرو القصاصين !!


بسم الله الرحمن الرحيم

القصاصون ما زالوا من عهد قديم يتكلفون المواعظ ويُدخلون فيها ما ليس منها ، بل ربما أضافوا إليها ما لا يصحٌ رغبة في ترهيب الناس و ترغيبهم في الأعمال الصالحة ، و هم بذلك قد أعرضوا عن الكتاب و السنة إذ هما خير واعظ و أكبر واعظ ، و ليس من الدين في شيء أن نضيف إليه طريقة نشرعها للناس لم يأت بها الله ولا رسوله ، لأن هذه الطريقة التي ندعوا بها سوف تكون طريقة محدثة ، و المسلم يعلم قول رسوله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار ) ، و اليوم في عالمنا المعاصر تنتشر مثل هذه القصص و كذلك بعض الأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ويساهم في نشر مثل هذه الغوغائيات بعض من ينسبون أنفسهم إلى العلم زورًا و يتعاطون كل أطراف العلوم ، كأنما يصح في الواحد منهم قول أبي الطيب المتنبي :

يتعاطى كل شيء = و هو لا يحسن شيئًا

و على العموم فإن كل علم يَحتمل ( يعني يسعه ذلك ) أن يدخل فيه مثل هؤلاء، إلا علم الشريعة ؛ لأنه أعظم معلوم و أشرف منقول ، به يَخرج الناس من تيه الجهالات إلى نور الهديات ، و به تُحمى الأبدان و النفوس من كدر الدنيا و عذاب الآخرة ، و به يتم سرور العارفين ، فسعادة الدنيا و الآخرة قائمة عليه ، فإذا كان هذا العلم الشريف يأتي إليه كل جاهل و كل سفيه متحاذق متعالم وينصّبٌ نفسه عالمًا وينشر بجهل حديثًا مكذوبًا أو قصة مختلقة ويبثها بين الناس فإنه لن يصلح أكثر مما أفسد ..!

و إنه لمن المخزي و المؤسف أن ترى دعاة في هذه الأيام ما التف حولهم الناس و لا فرحوا بهم إلا بمثل هذه القصص و المواعظ المكذوبة ينشرونها بين الناس فتروج بينهم كأنما هي قرآن يتلى ، وهم سواءًا فعلوا ذلك بحسن نية أو بسوء نية فإنهم قد ساهموا في تخلف المسلمين وأصبحوا سببا في ذلك ، و الأمر الأدهى أن تجد العامة تصطف حول هؤلاء حتى يبلغون من نفس الواحد منهم مبلغ العالم الإمام ، و يا لله !!

ألهذه الدرجة تستعبد العقول ؟؟! ، و تجرد وتهان ؟؟ ، أين العلم من هؤلاء إذا كانت طريقتهم في الدعوة ما هي إلا طريقة مخترعة لم يأت بها الله ولا رسوله ، و إذا كان أساس دعوتهم مقتصر على مواعظ وقصص و أناشيد و أضاحيك و أهازيج .. فلماذا بلغ هؤلاء عندنا كل هذه المنزلة ، ولماذا رخصت أقدار العلماء في نفوسنا ، ألا يرى العقلاء .!! ، أن مثل هذا ما هو إلا مدخل من مداخل الشيطان على نفوسنا ..؟!

و تجد البعض يفرق بين العالم و الداعية ، ويقول ذلك عالم و هذا داعية ، و هم يعتذرون بذلك للداعية إذا أخطأ ، و ما أدري أهناك في الإسلام شيء كهذا ؟؟! ، كيف يدعوا الواحد من هؤلاء على غير بصيرة وعلم وهدى ، و من ثم نعتذر له بمثل هذا العذر الواهي ، فالعالم هو الداعية ، لأنه ما من أحد يدعوا الناس إلى شيء إلا و لا بد أن يكون ذلك مبنيًا على علم قال الله تعالى : (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من إتبعني‏ ) ، فأين البصيرة في العلم إذا كان هؤلاء يدعون إليه بجهل ؟ ، فمن قال لا أدري فقد أفتى ..فلماذا نتكلف جوابًا خاطئًا ولدينا جواب سهل مقدور عليه وهو " لا أدري " ؟ .

و الذي يهمني في هذا الموضوع أن أقول لكم إننا محاسبون على ما نقول و ما نفعل ، فإذا أردنا أن ننشر شيئًا يتعلق بالدين فلننظر أصحيح هو أم معلول مكذوب ؟؟ ، و إذا لم نعرف نسأل العلماء ، أو ندع ذلك لمن هم أعلم منا ، و حتى القصص و المنامات التي لا نعلم من أين هي مصادرها نتأكد منها ونسبر غورها حتى لا نقع في ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : ( من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثمًا أن يُحدّث بكل ما سمع ) ..

و صلى وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبة أجمعين . 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق